مالي وللنجم يرعاني وأرعاه = أمسى كلانا يعاف الغمض جفناه
لي فيك يا ليل آهات أرددها = أواه لو أجدت المحزون أواه
إني تذكرت - والذكرى مؤرقة = مجدا تليدا بأيدينا أضعناه
أنى اتجهت إلى الإسلام في بلد = تجده كالطير مقصوصا جناحاه
ويح العروبة كان الكون مسرحها = فأصبحت تتوارى في زواياه
كم صرفتنا يد كنا نصرفها = وبات يملكنا شعب ملكناه
استرشد الغرب بالماضي فأرشده = ونحن كان انا ماض نسيناه
أيها المسلمون ، هل يرضي الله ما نحن فيه ؟ وهل يسر حالنا هذا نبينا ؟ هذا الذل ، وهذا الهوان ، أصبحنا في مؤخرة الأمم بعد أن كنا في المقدمة !! مجدا أضعناه بأيدينا ، فهل العيب في زماننا أم فينا ؟..
نعيب زماننا والعيب فينا = وما لزماننا عيب سوانا
ونشكو الزمان بغير حق = ولو نطق الزمان بنا هجانا
وماذا تراه يقول الفاروق – رضي الله عنه – لو رأى أمة الإسلام اليوم ، وما حل بها ؟! ..
لو أسمعوا عمر الفاروق نسبتهم = وأخبروه الرزايا أنكر النسبا
أبواب أجدادنا منحوتة ذهبا = فها هياكلنا قد أصبحت خشبا
من زمزم قد سقينا الناس قاطبة = وجيلنا اليوم من أعدائنا شربا
أيها المسلمون ، إن الله تعالى يقول في سورة الأنفال ( 53) :" ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .." ، فما نحن فيه هو من عند أنفسنا ، وسنة الله تقول :" إن تنصروا الله ينصركم " ، فهل نصرنا الله ؟ قد نصروه المسلمون الأوائل ، فسطروا المجد والرفعة في صحائف بيضاء قرأتها الدنيا قاطبة ..
ملكنا هذه الدنيا قرونا = وأخضعها جدود خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء = فما نسي الزمان ولا نسينا
نصروه بالتزامهم بأحكام القرآن ، واتباع هدي نبيه الكريم –عليه الصلاة والسلام - ..
بسنا القرآن خير الكتب = بحديث صاغه خير نبي
وتراث خالد في الحقب = ولواء صانه كل أبي
شامخا يختال بين القضب = قد مشينا فوق هام الشهب
فما بالنا نحن؟ وما هذا الذي صنعناه بأنفسنا ؟ وما هذا الهوان الذي نحن فيه ؟! ..
أمسلمون وأمة شلاء = لا ميتون ولا هم أحياء !!
يهنون والإسلام أشرف منزل = ومحمد مما أتوه براء !!
فكيف السبيل للنهوض والعزة من جديد ، وقد رقعنا دنيانا بتمزيق ديننا ، فلا بقي علينا ديننا ، ولا ما نرقع ؟! هل نظل هكذا ، نندب حظنا ، ونتغنى بأمجادنا ، وندعو : اللهم انصرنا ؟!! ..
نحن ندعو الإله في كل كرب = ثم ننساه عند كشف الكروب
كيف نرجو إجابة لدعاء = قد سددنا طريقها بالذنوب
لابد أن نعرف ابتداء أن " من كان يريد العزة فلله العزة جميعا .." فاطر (10) ، وأن " لله العزة ولرسوله وللمؤمنين .." المنافقون (
، فلا سبيل للعزة إلا بالتزام شرع الله . ولا سبيل إلا عندما يكون القرآن منهاج حياتنا . يقول الأستاذ مصطفى السباعي – يرحمه الله - : لقد زلزل المؤمنون بالقرآن الأرض يوم زلزلت معانيه نفوسهم ، وفتحوا به الدنيا يوم فتحت حقائقه عقولهم ، وسيطروا به على العالم يوم سيطرت مبادئه على أخلاقهم ورغباتهم .
ثم نسير على هدي نبينا –عليه الصلاة والسلام - ، ونربي أولادنا على حبه واتباع سنته ، وتعلم سيرته .
عزي إيماني لفظي قرآني = وسلوكي أدب ، ربي رباني
الله مرادي والذكر عتادي = وكلام نبيي فوزي ورشادي
ولا سبيل إلا إذا كان انتماؤنا للأسلام ، وولاؤنا لله ولرسوله وللمسلين ، فلا عصبية ، ولا قبلية ، ولا عنصرية ، وإذا اهتم المسلم بأخيه المسلم في كل مكان . يقول سيد قطب – يرحمه الله - : الأمة التي يكون من الرعيل الأول فيها أبو بكر العربي ، وبلال الحبشي ، وصهيب الرومي ، وسلمان الفارسي ، وإخوانهم الكرام ، والتي تتوالى أجيالها على هذا النسق الرائع .. الجنسية فيها هي العقيدة ، والوطن فيها هو دار الإسلام ، والحكم فيها هو الله ، والدستور فيها هو القرآن .
إن يختلف ماء الغمام فماؤنا = عذب تحدر من غمام واحد
أو يفترق نسب يؤلف بيننا = دين أقمناه مقام الوالد
ولا سبيل إلا عندما نقرأ ونعي تاريخنا ، ونعلمه لأولادنا ، كما يتعلومن تاريخ الأمم الأخرى ، فالأولى أن يعرفوا تاريخهم.
مثل القوم نسوا تاريخهم = كلقيط عي في الحي انتسابا
أو كمغلوب على ذاكرة = يشتكي من صلة الماضي اقتضابا
وعندما تعود تمتلئ مساجدنا بالمصلين ، وبحلق العلم التي تخرج العمالقة ، فالمساجد سابقا كانت بسيطة ولكنه خرجت عمالقة ، أما عندما تعملقت مساجدنا ، خرجت أقزاما !! ..
مآذنكم علت في كل حي = ومسجدكم من العباد خالي
وجلجلت الأذان بكل أرض = ولكن أين صوت من بلال
وعندما لا يغتاب بعضنا بعضا ، ولا يحسد بعضنا بعضا ، ولا يغش بعضنا البعض : " من غشنا ليس منا " ، ولا يظلم بعضنا البعض :" المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه " ، وعندما لا يحقد بعضنا على بعض ، ونسعى لأصلاح ذات البين لنبذ الفرقة و الشقاق ..
انفوا الضغائن بينكم وتواصلوا = عند الأباعد والحضور الشهد
فصلاح ذات البين طول بقائكم = ودماركم بتقاطع وتفرد
عندما نلتزم بحسن الخلق.........
لست أرضى تحاسدا أو شقاقا = لست أرضى تخاذلا أو خمولا
أنا أبغي لها الكرامة والمجد = وسيفا على العدا مسلولا
لست أرضى لأمة انبتتني = خلقا شائها وقدرا ضئيلا
عندما نأمر بالمعروف ، وننهى عن المنكر ، لا أن نألف المنكر ونسكت عليه ، يقول عليه الصلاة والسلام :" إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعذاب " ، وقال :" لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، أو ليسلطن الله شراركم على خياركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم " .
عندما تكون لنا هويتنا الإسلامية المتميزة ، فنعتز بها ، وبلغتنا العربية ، لغة القرآن الكريم ، فلا ننساق وراء الغرب وأفكاره ، ولا نحشو كلامنا بألفاظ غربية لنتباها بها ، ولا نقلدهم أو نقبس من أخلاقهم السيئة ، وعاداتهم القبيحة .
وعندما لا تستغل المرأة في الدعاية والإعلان ، وبكل ما يخل بالآداب أو يخدش الحياء ، وعندما تنبذ المرأة المسلمة التبرج ، ولا تصغي للأفكار الغربية المسمومة ..
قالوا لها في خسة وحقارة = حتى متى تبلى بلبس خيام
قالوا نريد لأختنا حرية = وإلى متى ستعيش عصر ظلام
خدعت بنات المسلمين بدعوة = من ثلة مأجورة الأقلام
وبدت فتاة الحق سلعة فكرة = لمجلة في فكرها الهدام
أختاه كيف ظننت أن معربدا = يسعى بمؤمنة لأمر سام
أختاه كم يرجو اللئيم خروجها = لتكون نهبا للفؤاد الظامي
فانهض أخي المسلم لنعلي راية الإسلام ، و ...
قم نعد عدل الهداة الراشدين = قم نصل مجد الأباة الفاتحين
قم نفك القيد قد آن الأوان = شقي الناس بدنيا دون دين
فلنعدها رحمة للعالمين = لا تقل : ؟ فإنا مسلمون
يا أخا الإسلام في كل مكان = واصعد الربوة واهتف بالأذان
وارفع المصحف دستور الزمان = واملأ الآفاق : إنا مسلمون .